في مصر يقولون (دماغي متعوّر) وفي السعودية (راسي
إيعورّني)، في سورية يقولون (عم بنزف راسو دمّ).. في لبنان الأمر مختلف،
فوصف المشهد يتم على الشكل التالي (شوف شو ع بيعمل.. عم بينزل منو دمّ).
الأردن.. مختلف تماماً، فنحن الوحيدون الذين نستعمل مصطلح (فشخوا في نص راسو)..
تميزنا
بقصة (الفشخات) لدرجة أننا صرنا نطلق أمثلة من واقع الحياة كأن نقول:
(حيّد عن الراس واضرب).. ومن النادر أن تحلق لأردني على الصفر دون أن تجد
في رأسه من (3-6) فشخات.
هل هذا يعبر عن واقع عنيف نعيشه طبعاً لا،
ولكن لدينا شغف تاريخي بما يسمى رمي الحجارة، والتسبب باصابات تسمى علمياً
نزفاً في فروة الرأس.
حتى في تعبيراتنا عن المشاجرات التي تندلع،
فإن المشاجرة تكون (ذات صيت) ولها وقع وينتشر خبرها بين الناس إذا تعرض
أحد الأطراف المتنازعة إلى (فشخة) في الرأس، ويتم تداول القصة على أن
فلاناً مثلاً قام بفشخ فلان.. دون الإشارة إلى المشاجرة، وفي الرياضة يوجد
تعبير يسمى (الضربة القاضية) وهو التعبير المطابق لمصطلح (فشخة).
الفشخة
جزء أصيل من ثقافتنا وإذا قمت بالتمعن بجبهات أعضاء كل المجالس مثلاً
ستكتشف أنهم التمثيل الحقيقي والواقعي للشارع.. فجميعهم بلا استثناء توجد
فيهم آثار فشخات.. تدل على انخراطهم في الواقع الأردني بكل تفاصيله.. وأنا
متأكد أنك إذا قمت بحلق شعر أي عضو ستكتشف انه تعرض إلى ما لا يقل عن (3)
فشخات في حياته.
المشكلة.. أن هناك رؤوساً خالية من النُدب (ولا
فشخة) وإذا قمت بتفقدها باستعمال عدسة مقعرة ستكتشف انه خالٍ من أي فشخة
أو حتى ربع فشخة عكس الغالبية تماماً. فعلاً الأمر يدعو إلى الاستغراب
منقول